اخر الاخبارسياسةعامة

بقلوب يعتصرها الحزن، تلقّيتُ نبأ رحيل قداسة البابا فرنسيس، الذي غادر عالمنا إلى دار الخلود، تاركًا وراءه إرثًا إنسانيًا وروحيًا سيظل محفورًا في ذاكرة البشرية جمعاء.

وكالة الصباح نيوز الدولية / المقر العام العراق بغداد

 

بقلوب يعتصرها الحزن، تلقّيتُ نبأ رحيل قداسة البابا فرنسيس، الذي غادر عالمنا إلى دار الخلود، تاركًا وراءه إرثًا إنسانيًا وروحيًا سيظل محفورًا في ذاكرة البشرية جمعاء. لقد كان لي الشرف، بوصفي سفيرًا مفوضًا فوق العادة لجمهورية العراق لدى الكرسي الرسولي بين عامي 2017 و2019، أن ألتقي بقداسته في أكثر من مناسبة، وكانت تلك اللقاءات بمثابة محطات مضيئة في مسيرتي الدبلوماسية والإنسانية. رأيت فيه رجلًا يحمل عبء السلام فوق كتفيه، يتحدث بلغة المحبة، ويُصغي بقلبٍ مفتوح لكل مكلومٍ ومتألم، لا سيما أبناء العراق الذين نالهم ما نالهم من العنف والتهجير. لن ينسى العراقيون زيارته المهمة للعراق عام 2021، التي عبّر فيها عن تضامنه العميق مع الشعب العراقي، حين خاطبهم بصوته الهادئ المطمئن: “أنتم لستم وحدكم، فالله معكم، ونحن معكم.” كانت تلك الكلمات أكثر من مجرد تعزية، كانت دعوة للثبات، ورسالة رجاء لشعبٍ مزّقته المحن. في أحاديثنا، كان قداسته دائم السؤال عن أحوال المسيحيين والمسلمين على حدٍ سواء في العراق، وكان يؤمن بأن التعايش ليس خيارًا بل قدرٌ كريم علينا جميعًا احترامه. لم يكن رجل دين فقط، بل كان صوتًا عالميًا للسلام، وجسرًا بين الحضارات، وقدوة في التواضع والاحتواء. اليوم، إذ نودّعه، نرفع أيدينا بالدعاء، أن يجزيه عن الإنسانية خير الجزاء. ونرجو أن يكون الخلف كالسلف، حاملًا للرسالة ذاتها، مؤمنًا بوحدة البشرية، ساعيـًا لخير الإنسان أيًّا كان دينه أو لونه أو جنسه. نذكر ونتذكر قداسة البابا ، فرنسيس، بألف خير وألهم العالم أجمع الاستفادة من نهجه في المحبة والتسامح. عمر البرزنجي سفير جمهورية العراق لدى المملكة الأردنية الهاشمية عمّان – 2025/4/21

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى